النار وعذابها ، ولا تطمعوا أيها الضعفاء أن تسلموا من جهنم ولهبها بل نعذبكم جميعا.
قال عليهالسلام : ومعنى قوله تعالى : (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا) أي وننجي الذين آمنوا ولكن (ثم) تقوم مقام (الواو) لأنهما من حروف العطف.
«قالوا» : قد روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «يمدّ الصراط فيكون أول من يمرّ به أنا وأمّتي والملائكة بجنبيه أكثرهم يقول : سلّم سلّم ... الخبر».
تمامه : «وإنّ عليه لكلاليب وحسكا ثقالا يقال لها : السّعدان تنبت بنجد ، وأنه لدحض مزلّة فيمرون عليه كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والرجال فناج مسلّم ، ومكدوش في النار ... إلى آخره».
«قلنا : لا ثقة براويه ، وإن سلّم» أنّ راويه ثقة «فمعارض» أي فهو معارض «بأقوى منه» أي بخبر أقوى منه متنا ورواية «وهو : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي كرّم الله وجهه في الجنّة ـ : «يا عليّ : إن المؤمنين إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق عليها رحائل الذهب يستوون عليها فتطير بهم إلى باب الجنة ... الخبر بطوله».
وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فإذا حلقة من ياقوت على صفائح الباب ، وإذا عند الباب شجرة ينبع من أصلها عينان فيشربون من إحدى العينين فلما بلغ الشراب إلى الصدر أخرج الله ما في صدورهم من الغل والحسد والبغي ، وذلك قوله تعالى : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (١) فلما انتهى إلى البطن طهّره الله من دنس الدنيا وقذرها وذلك قوله تعالى : (وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً) (٢).
ثم اغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نظرة النعيم لا تشعث أشعارهم ولا تتغير ألوانهم فيضربون بالحلقة على الصفائح فلو سمعت لها طنينا يا
__________________
(١) الحجر (٤٧).
(٢) الإنسان (٢١).