فاقتتلوا قتالا شديدا وأحاط بهم العدو من كل جانب فقتلوهم عن آخرهم ، وما سلم منهم إلّا من خرج من بين القتلى لمّا جنّ عليهم اللّيل كيحيى ابن عبد الله وأخيه إدريس في جماعة يزيدون على العشرة.
ولما قتل عليهالسلام حمل رأسه إلى موسى الهادي ودفنت جثته الكريمة بفخّ ومشهده هناك مزور.
«وفي القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم» بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام وهو الرّسي عليهالسلام (عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال» : «يا فاطمة : إن منك هاديا ومهديا ومستلب الرباعيتين لو كان بعدي نبيء لكان إيّاه».
وفي رواية : «إن منك هاديّها ومهديّها ومستلب الرباعيتين».
والرباعية (بفتح الراء والتخفيف) : السن التي بين الثنية والناب ، ذكره في الصحاح.
وهو عليهالسلام كان مستلب الرباعيتين (١).
ولما استشهد أخوه محمد بن إبراهيم عليهالسلام في الكوفة وهو بمصر دعا إلى نفسه وبثّ الدّعاة وهو مستتر فأجابه عالم من الناس في بلدان مختلفة كمكة والمدينة والرّيّ وقزوين وطبرستان وتخوم الديلم ، وأقام بمصر عشر سنين فاشتدّ به الطلب هناك من عبد الله بن طاهر وهو عامل مصر للمأمون.
فعاد إلى الحجاز وتهامة وخرج جماعة من دعاته إلى بلخ والطالقان والجوزجان فبايعه خلق كثير وسألوه أن ينفذ إليهم بولده ليظهروا الدعوة هناك ، فانتشر أمره قبل التمكّن فوجهت الجيوش في طلبه فألجأه ذلك إلى الجولان في البلدان فدخل اليمن والتجأ إلى البدو ودخل عدن والتجأ إلى بلاد السودان ودخل إلى مصر ثم إلى الحجاز وانحاز إلى حيّ من البدو فاستخفى فيهم ، ثم أراد الخروج في وقت من الأوقات من المدينة فأشار
__________________
(١) أي العلياوين تمت.