وما كان مضافا إليهم بطريقة النّفي ؛ فالمراد منه (١) ما لا يجوز أن يفعله لهم ، كما قال تعالى : (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) [التوبة : ٨٠] ، (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) [التوبة : ٣٧] ونحو ذلك ، أي لا ينجّيهم ولا يثيبهم.
وإذا كان مضافا إلى نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بطريقة الإثبات فالمراد به ما يدخل (٢) تحت مقدوره ، وهو الهدى بمعنى الدلالة والبيان ، كقوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الشورى : ٥٢] ومتى أضافه إليه بطريقة النفي فالمراد به ما لا يدخل تحت مقدوره ، وهو الهدى بمعنى الفوز والنّجاة والثواب ، كما قال تعالى : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) [القصص : ٥٦] أي لا تنجي ولا تثيب. فثبت الفصل الأول وهو في الهدى.
وأما الفصل الثاني :
وهو في الكلام في الضّلال فالكلام فيه يقع في موضعين :
أحدهما في تعيين معانيه. والثاني في كيفية إضافته إلى الله تعالى ، وكيفية حمل ما في القرآن من ذلك.
أما الموضع الأول : وهو في تعيين معانيه ؛ فله ثمانية معان : أحدها الضلال بمعنى العقاب والجزاء ، يحكيه قول الله تعالى : (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ* يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) [القمر : ٤٧ ـ ٤٨] أي في عقاب ومجازاة على ضلالتهم. والشيء قد يسمّى باسم
__________________
(١) في (ب) ، (ج) : فالمراد به.
(٢) في (ب) : فالمراد ما يدخله ، وفي (ج) : فالمراد ما يدخل.