شماله وراء ظهره ، ثم يأخذ بها كتابه (١). فأما المؤمن فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا قال الله للعبد يوم القيامة : (اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) [الإسراء : ١٤] ، يخرس لسانه ، فيقول الله : عبدي اقرأ كتابك ؛ فتأخذه الرعدة ، فيقول : يا رب ، نار جهنم أحبّ إليّ من قراءة كتابي ، فيقول الله : فاذهب إلى الجنة فقد غفرت لك» (٢).
الفصل الثامن : الحساب
وهو معلوم على الجملة من الدين ضرورة. قال تعالى في المؤمن : (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) الآية [الانشقاق : ٨]. وقال : (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ) [الطارق : ٩] ، قيل : يحاسبه الله فيظهر كل سرّ مكتوم (٣). وفي حديث ابن عمر : «يحاسب الله المؤمن بينه وبينه» (٤) ، فيقول : يا عبدي ألم تفعل كذا؟ فيقول : يا رب بلى ، فيقول : قد سترتها في الدنيا ، وغفرتها في الآخرة (٥). وأما الكافر والمنافق فينادى عليهم : هؤلاء الذين كذبوا على ربهم. وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في المهاجرين الأولين : «هم السّابقون الشافعون
__________________
(١) تفسير الخازن والبغوي ٦ / ٣٩٢.
(٢) السفينة ٢ / ٣١٨.
(٣) مجمع البيان ١٠ / ٣٢٤.
(٤) سئل الإمام الهادي عليهالسلام عن الحساب فقال : إذا كان يوم القيامة ويوم الحشر والندامة أتى به ملكاه إلى من أمر الله من الملائكة لمحاسبة العباد ومحاسبتهم ، فتوقيفهم على أفعالهم وتعريفهم على ما كان من أعمالهم ، ثم شهد حافظاه عليه ووقفاه على ما كان من أمره ، وبكتاه بمعاصيه لربه ، ووقفاه على جرأته على خالقه ، فلم يذرا مما تقدم منه شيئا إلا أوقفاه عليه حرفا حرفا فهذا معنى محاسبة الرب لعباده. ينظر المجموعة الفاخرة ص ١٦٢.
(٥) السفينة ٢ / ٣١٧.