بعده مما منعتم منه أنفسكم وذراريكم» ، قال علي : فوضعتها على رقاب القوم ، وفي بها من وفى ، وهلك بها من هلك (١).
وفي زيارة قبورهم
قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من زار قبرا من قبور أهل البيت ثم مات في عامه الذي زار (٢) فيه وكّل الله بقبره سبعين ملكا يسبّحون له إلى يوم القيامة» (٣). ولنقتصر على هذا القدر من فضائل أهل البيت (ع) فليس غرضنا إلا التنبيه لا غير ونحن نسأل الله أن يجعلنا ممن أخذ في هذا الفضل بنصيب ، وأن يكفينا شر يوم عصيب ، ويصلي على محمد وآله.
فصل : إن قيل : قد رويتم في كتابكم هذا أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جعل أهل بيته أحد الثّقلين ، وأنّ الثقلين هما الكتاب والعترة ، وأنه يجب التمسك بهما ، وأن من تمسك بهما نجا ، وقد ثبت أن في أهل البيت عصاة لا تجوز موالاتهم ، ومخالفون (٤) للحق وأهله لا يحل اتّباعهم.
قلنا : وكذلك في القرآن منسوخ سقط حكمه فلا يجوز لأهل الأيمان العمل به ، ومتشابه يتّبعه أهل الزيغ والضلال يجب رده إلى أدلة العقول ومحكم القرآن ، ولا يحل العمل بما يقتضيه ظاهره. فإن قلت : لا يجب اتّباع
__________________
(١) مجموع الإمام زيد ٤٠٢ ، وأبي طالب ص ١٢٦.
(٢) في (ب) : زاره.
(٣) أبي طالب ص ١١١.
(٤) في هامش (ب) : مخالفين. «ومخالفين» عطف على اسم أنّ ، «ومخالفون» على أنه مبتدأ و «في أهل البيت» خبر مقدم ؛ لأن ، وهو دليل على خبر مخالفون ، والتقدم ، وفي أهل البيت مخالفون من الثاني لدلالة الأول عليه.