منهم أبو سعيد الخدري وجابر وحذيفة وابن مسعود في آخرين. قال الحسن بن أبي الحسن البصري : فلم يفعلوا فأذلّهم الله (١). وروينا عن محمود بن لبيد عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «إنّ هذا ـ وأشار إلى معاوية ـ سيريد الأمر بعدي فمن أدركه منكم وهو يريده فليبقر (٢) بطنه» (٣). وروينا عن عبد الله بن عمرو أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «يطلع عليكم رجل من أهل النار» (٤) ، فاطّلع معاوية. وروينا عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «يموت معاوية على غير ملتي» (٥) ، فأخبرنا صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنه يموت على غير ملته. وخبره صدق لا كذب فيه. وسئل الحسن بن أبي الحسن البصري رحمهالله : معاوية أفصح أم الحسن بن عليّ؟ فقال : معاوية حمار نهّاق (٦). وروينا أن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) قال لمعاوية في جملة كلام زرى عليه فيه أفعاله ، وذكر مثالبه ثم قال : ومنها أنّ عمر بن الخطاب ولّاك الشام فخنته ، وولّاك عثمان بن عفان فتربصت به ، وقاتلت عليّا على أمر كان
__________________
(١) الخطيب في تاريخه ١٢ / ١٨١.
(٢) بقره كمنعه : شقّه ووسّعه ، القاموس ٤٥٠.
(٣) الإمام عبد الله بن حمزة في الشافي ٤ / ٤١.
(٤) ينظر المناقب للكوفي ٢ / ٣١٣ في هامش الأصل : ليت هذا الحديث كفّ من عرام عبد الله بن عمرو وأبيه ؛ فإن أصحاب معاوية كلهم لم يقاتل الواحد منهم إلا بسيف واحد ، وقاتل عبد الله بسيفين في صفين.
(٥) أخرجه محمد بن سليمان الكوفي في مناقبه ١ / ٣١١ ، وفي هامشه : أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف بسندين في ترجمة معاوية.
(٦) الشافي ١ / ١٦٠ بلفظ : يا أبا سعيد! أمعاوية كان أحلم أم الحسن ، فقال : وهل كان معاوية إلا حمارا نهاقا ، وأيضا برواية أخرى ١ / ١٦٥ ، أنه لما سئل عنه فقال : هل كان إلا حمارا نهاق وكيف يكون حليما من نازع الأمر أهله وطلب ما ليس له وسب خير خلق الله ، وحارب عترة رسول الله.