فسر بها ، وقال يا غلام : ادع لي عليّا. وقال : يا بلال ايتني بسفرة فأتاه بها فوضع العناق عليها ، ثم قال : انظر من في المسجد من المسلمين؟ قال : ثمانية عشر نفرا. قال : أدخلهم ؛ فلما دخلوا قال : كلوا ولا تنهشوا لها عظما ، فأكلوا حتى صدروا ثم نهضوا ؛ فقال (١) : يا بلال ائت به فاطمة ، ثم قسم في نسائه قبضة قبضة ؛ فلما فرغ ضرب وركها (٢) ، وقال : قومي بإذن الله ، فنهضت تبادر الباب ، واتّبعها الغلام فسبقته إلى المنزل فدخل الغلام وأبوه يقول : كأنها عناقنا التي ذبحناها ؛ فقالت امرأته : لعلها لبعض الحي ؛ فقال الغلام : والله ما هي لأحد وإنها لعناقكم صنع بها رسول الله كذا ، إلى غير ذلك من الأخبار القاضية بتفضيله (٣).
فصل : في تعيين اعتقادنا في القرآن
نعتقد أنّ هذا القرآن الذي بيننا هو كلام الله ووحيه وتنزيله وأنه حق لا باطل فيه ، وقد خالفنا في ذلك الأشعرية ، والكلابية (٤) ، والمطرفية ؛ فالأشعرية يقولون : إن هذا الذي بيننا ليس بكلام الله ، وإنما هو عبارة عن كلام الله تعالى. وهو قول الكلابية ، وإن خالفوهم في كلام الواحد منا في الشاهد فإنهم فصلوا بين الشاهد والغائب. والمطرفية تقول : ليس هذا بكلام الله ، وإنما كلام الله تعالى صفة قائمة بقلب ملك يقال له : ميخائيل.
__________________
(١) في (ب) : ثمّ قال.
(٢) الورك ما فوق الفخذ.
(٣) روى هذا صاحب مدينة المعاجز ص ٣١٨. وهو كتاب حافل بالعجائب والغرائب.
(٤) أصحاب عبد الله بن محمد بن كلاب القطان ، من متكلمي البصرة ، ينظر في أقوالهم موسوعة الفرق والجماعات الإسلامية ٣٣٠.