الأقدام : فناج مسلّم ، ومخدوش مرسل ، ومكدوش في جهنم» (١). وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «يمدّ الصراط فيكون أوّل من يمر به أنا وأمتى ، والملائكة بجنبتيه ، أكثر قولهم : سلّم سلّم ، وإنّ عليه لكلاليب وحسكا ، يقال لها : السّعدان ـ ينبت بنجد ـ ، وإنه لدحض مزلّة ، فيمرّون عليه كالبرق ، وكالريح ، وكأجاويد الخيل ، والرجال ، فناج مسلّم ، ومخدوش مكلم ، ومكدوش في النار» (٢). والأخبار في ذلك كثير.
الفصل الثالث عشر : الشفاعة
وذلك ظاهر عند علماء الأمة قال تعالى (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) [الإسراء : ٧٩] ، قيل : الشفاعة (٣). وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال (٤) : «أنا أوّل شفيع» (٥). وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «لكل نبيّ دعوة ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» (٦). وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «أوّل من أشفع له من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب ، ثم الأنصار ، ثم من آمن بي ، واتبعني من أهل اليمن ، ثم سائر العرب ، ثم الأعاجم» (٧). وعندنا أن شفاعة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا تكون لأهل الكبائر المصرين عليها حتى يأتيهم الموت ، وإنما تكون لأهل الكبائر
__________________
(١) كنز العمال ١٤ / ٣٨٢.
(٢) مسلم ١ / ١٦٩ رقم ١٨٣ فقد ذكر ما يوافق ما ذكره الأمير حول الصراط.
(٣) تفسير الرازي ١١ / ٣٢.
(٤) في (ب) : أنه قال.
(٥) تيسير المطالب ص ٤٤٣. ومسلم ١ / ١٨٨.
(٦) تيسير المطالب ص ٤٤٣. والبخاري ٥ / ٢٣٢٣ رقم ٥٩٤٦. ومسلم ١ / ١٨٨ ، ١٨٩.
(٧) ظاهر القرآن أنه لا فرق بين الناس ، ولا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ، والأولوية لأكثر الناس عملا ، وعليه يحمل الحديث فإن أهل البيت المجاهدين الذين قدموا نفوسهم ونفيسهم في سبيل الله ، كذلك الأنصار وأهل اليمن الذين ناصروا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته.