وفي بعض الأخبار : «فإذا انقرضوا من الأرض صبّ الله عليهم العذاب صبّا» ، يعنى على أهل الأرض. وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «بنا أهل البيت بدأ الله الدنيا ، وبنا يختم الدنيا». وفي وجوب إجابة دعوتهم قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبّه الله على منخريه في نار جهنم» (١).
وفي اتباع مذهبهم وعصمة جماعتهم
قال الله سبحانه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣]. وروينا بالإسناد الموثوق به إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه دعى بعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع) وأجلسهم عن يمينه ويساره ومن خلفه وقدّامه ثم جلّلهم بكساء فدكيّ ، ثم قال : «اللهم إنّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا». فقالت أمّ سلمة (رض) : وأنا من أهل بيتك يا رسول الله؟ فقال : لست منهم وإنك لعلى خير (٢) ، فسمّيت بعد ذلك (٣) أمّ سلمة الخير.
وفي ذلك أخبار غير هذا عن عائشة ، وأمّ سلمة (رض) حذفناها هنا للاختصار. وإذا ثبت ذلك فالآية وإن كانت نازلة فيمن تقدم ذكره وهم الخمسة صلوات الله عليهم ؛ فإنه لا يجب قصر الآية عليهم ؛ لأنّ الدليل هو الخطاب ، وهو عامّ ، فيجب إجراؤه على عمومه. واستعماله فيمن يتناوله اسم البيت حقيقة ؛ لأنّ السبب ليس بدليل فيقال بوجوب قصر الخطاب عليه. وقال
__________________
(١) أخرجه المؤيد بالله في التجريد ٢ / ٢٥٥. والطبري في تاريخه ٥ / ٤٠٧ في سياق كلام الحسين عليهالسلام.
(٢) الكوفي في المناقب ٢ / ١٣٢. وشواهد التنزيل ٢ / ٥٥.
(٣) في (ب) : لذلك.