كانوا أولاد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والشاهد على ذلك ما جرى لسلفهم : عليّ في مجزرة صفين مع معاوية ، والحسين بن علي ومذبحة كربلاء بعناية يزيد (١) ، وزيد بن علي وصلبه وتحريقه (٢) ، بأمر هشام بن عبد الملك بن مروان ، وقتل ولده يحيى ، بأمر الوليد بن يزيد (٣). ومصرع العشرات من كبار أئمة بيت النبوة كالنفس الزكية وإخوانه قتلا بسيف أبي جعفر المنصور العباسي (٤) ، وخنقا في سراديب تحت الأرض (٥). يروى أن هارون الرشيد كان لا يطيق سماع رجل لامع من أولاد علي (ع) فتتبعهم حتى كاد يفنيهم.
٢ ـ انحصار وانحسار المذهب الزيدي في جبال اليمن الشاهقة وشعابه البعيدة حتى كأنّ أبناء هذا المذهب خلف سد ذي القرنين أو في جزر واق الواق.
٣ ـ مقاومة اليمنيين للغزاة من الأكراد والأتراك الذين كانوا يدينون ويتقربون إلى الله بقتل الزيدية ، وظلّ هذا الصراع قرونا.
٤ ـ الفقر المدقع الذي ابتليت به اليمن أسهم في تأخير نشر التراث الثمين.
٥ ـ بعد ١٩٦٢ م دخلت اليمن في حرب أهليّة ، لكن المؤسف حقا أن يعامل الفكر والتراث الزيدي من قبل الثوار معاملة النظام الذي قامت عليه الثورة ، علما أن الثورة استمدت شرعيتها من المذهب الزيدي القائل بالخروج على الظالم ، والثوار زيدية في الغالب ، وكان المنطق يقتضي بأن يعترف رجال الثورة بعظمة مذهبهم لا أن يقلبوا له ظهر المجن!
__________________
(١) مقاتل الطالبيين ص ٩٥ ـ ١٢٢. وتاريخ الطبري ٥ / ٤٠٠ ـ ٤٦٧.
(٢) مقاتل الطالبيين ص ١٤٣ ، ١٤٤. وتاريخ الطبري ٧ / ١٨٨.
(٣) مقاتل الطالبيين ص ١٥٧ ، ١٥٨. والطبري ٧ / ٢٣٠.
(٤) مقاتل الطالبيين ص ٢٦٠ ـ ٢٧٦ ، في أمر محمد بن عبد الله ، وأما إخوته وأبناء عمه الذي قتلهم أبي جعفر فانظر ص ٢٧٨ من نفس المصدر.
(٥) مقاتل الطالبيين ص ١٧٩ ـ ٢٠١