توقف تحققه على العدم السابق أطلقوا على العدم اسم المبدإ بالعرض ومبدؤه بالذات هو الفاعل لا غير.
قال : والفاعل في الطرفين واحد.
أقول : الفاعل في الوجود هو بعينه الفاعل في العدم على ما بينا أولا من أن علة العدم هي عدم العلة لا غير والمؤثر في طرفي المعلول هو العلة لا غير لكن مع حضورها تقتضي الوجود ومع عدمها تقتضي العدم.
قال : والموضوع كالمادة.
أقول : الموضوع أيضا من العلل التي يتوقف وجود الحال عليها ونسبته إلى الحال نسبة المادة إلى الصورة فهو من جملة العلل.
المسألة السابعة عشرة
في أن افتقار المعلول إنما هو في الوجود أو العدم
قال : وافتقار الأثر إنما هو في أحد طرفيه.
أقول : الأثر له ماهية وله وجود وعدم ، وافتقاره إلى المؤثر إنما هو في أن يجعله موجودا أو معدوما إذ التأثير إنما يعقل في أحد الطرفين أما الماهية فلا يعقل التأثير فيها فليس السواد سوادا بالفاعل بل وجوده وعدمه بالفاعل.
قال : وأسباب الماهية غير أسباب الوجود.
أقول : أسباب الماهية باعتبار الوجود الذهني هي الجنس والفصل وباعتبار الخارج هي المادة والصورة وأسباب الوجود هي الفاعل والغاية.