يجب ان يكون محسوسا ، والجسم محسوس ، فالاجسام هي الادلة ، والاعراض معلومة بالأدلّة النظرية. وفي تحقيق هذا المذهب ابطال دلالة كلام الله عزوجل ، وكلام رسوله صلىاللهعليهوسلم على الحلال والحرام ، والوعد والوعيد ، وفيه دفع الشريعة. وما اراد غيره لقولهما ما يؤدي إليه.
والفضيحة الثالثة (١) قوله بالمقطوع والموصول. وذلك انه زعم ان رجلا لو اسبغ الوضوء ثم افتتح الصلاة متقربا الى الله تعالى عازما على اتمامها ، وركع وسجد مخلصا في ذلك كله ، الا ان الله تعالى علم إنه يقطعها في آخرها ؛ ان اوّل صلاته وآخرها معصية. وقال اسلافه : / ان ما مضى منها طاعة وان لم تكن صلاة كاملة. ومن قال من اصحابنا بالموافاة ، قال علمنا بقطعها انها لم تكن مقبولة. ولم يقل احد ان الماضي منها معصية غير الفوطي. وقد يصح كون المقطوع طاعة ، كما لو مات فيها كان ما مضى منها طاعة وان لم تكن صلاة كاملة.
والفضيحة الرابعة (٢) له انكاره لكثير مما تواترت به الاخبار الموجبة للعلم الضروري ، كانكاره حصار عثمان وقتله بالغلبة. وزعم ان شرذمة قليلة جاءت إليه تشكوا عماله (٣) ، ثم دخلوا عليه وقتلوه غرة. وزعم أيضا ان عليا وطلحة والزبير ما قادوا جيوشهم للقتال في حرب الجمل ، وانما برزوا للمشاورة ، وتقاتل اتباع الفريقين في ناحية اخرى حتى كان منهم ما كان. ـ ومنكر هذا / الذي تواترت به الاخبار كمنكر وقعة بدر وأحد مع تواتر الخبر بهما ، كمنكر سائر ما تواترت به الاخبار من شأن الأنبياء والملوك. وقد شاركه في هذه البدعة علي الاسواري والقسم الدمشقي ، وكل منهم كسير وعوير ليس فيه جبير (٤).
__________________
(١) لم يأت في المخطوط هنا رقم للفضيحتين الاولى والثانية ـ اما الفضيحة الثالثة المذكورة هنا فانها تقابل الفضيحة الرابعة في كتاب «الفرق» (ط. بدر ص ١٤٩ ، الكوثري ص ٩٨ ـ ٩٩ ، عبد الحميد ص ١٦٣).
(٢) الفضيحة الرابعة هنا تقابل الفضيحة الخامسة في كتاب «الفرق» (المراجع المذكورة اعلاه).
(٣) هذا الزعم غير مذكور في كتاب «الفرق» (ط. بدر ص ١٤٩ ؛ الكوثري ص ٩٩ ؛ عبد الحميد ص ١٦٣).
(٤) ما جاء هنا اوسع مما ذكر في كتاب «الفرق». (المراجع ذاتها المذكورة في رقم ٢) ، حيث جاء : الفضيحة الخامسة من فضائحه : انكاره حصار عثمان وقتله بالغلبة والقهر. وزعم