والفضيحة الخامسة (١) له قوله في الامامة ان الامة اذا اجتمعت كلمتها وتركت الظلم احتاجت الى الامام يسوسها ، واذا عصت وفجرت وقتلت وإليها استغنت عن الامام ، ولم تعقد حينئذ الامامة لاحد. وما اراد بهذا الأمر (الا الطعن) في إمامة (٢) علي رضي الله عنه ، لانها عقدت له في حال الفتنة بعد قتل عثمان رضي الله عنه. وعلى منواله نسج الاصم طعنه في إمامة علي ، وزعم / ان الامامة لا تثبت باجماع الامة على امام بعينه ، وضميره ابطال إمامة علي ، لان الامة لم تجمع عليه في وقته ، بل تثبت اهل الشام على خلافه الى ان مضى لسبيله واثبت إمامة معاوية لاجماع الناس عليه بعد قتل علي رضي الله عنه ، وقرت عيون الرافضة المائلين الى الاعتزال لقول الاصم والفوطي وواصل وعمرو بن عبيد واتباعهم في علي وإمامته وشهادته.
والفضيحة السادسة (٣) للفوطي قوله بتكفير من قال ان الجنة والنار مخلوقتان. ومن شك في خلقهما من اسلافه لم يكفر من قال بوجودهما. واصحابنا يقسمون بان الفوطي لا يدخل الجنة المخلوقة لانكاره وجودها. ـ واعظم من هذا انكاره افتضاض / الابكار في الجنة ، وهو الذي يحرم ما انكره.
ومن فضائح تلميذه عباد (٤) ، وقد نسج على منواله في بدعه وزاد عليه امتناعه
__________________
ان شرذمة قليلة قتلوه غرّة من غير حصار مشهور. ومنكر حصار عثمان مع تواتر الاخبار به كمنكر وقعتي بدر وأحد مع تواتر الاخبار بهما ، وكمنكر المعجزات التي تواترت الاخبار بها. (الفرق ط. بدر ص ١٤٩ ، الكوثري ص ٩٩ ، عبد الحميد ص ١٦٣) اما في مختصر الفرق فجاء : «ومنها انكاره إمامة علي (ر) واعترافه بامامة معاوية نظرا الى ان الامة لم تجتمع على علي واجتمعت على معاوية بعد قتل علي» (مختصر الفرق ص ١١٢).
(١) الفضيحة الخامسة هنا تقابل الفضيحة السادسة في كتاب الفرق (ذات المراجع المذكورة في رقم ٣).
(٢) الكلام بين قوسين وارد في كتاب «الفرق» وناقص في المخطوط ؛ ولا بد منه لتوضيح المعنى.
(٣) الفضيحة السادسة هنا تقابل ما جاء في الفضيحتين السابعة والثامنة في كتاب «الفرق» (انظر كتاب الفرق ط. بدر ص ١٥٠ ، الكوثري ص ٩٩ ، عبد الحميد ص ١٦٤).
(٤) فضائح عباد المذكورة هنا في آخر الكلام المخصص للهشامية ، غير وارد هكذا في كتاب «الفرق» وانما نوه البغدادي عرضا في كتاب «الفرق» الى عباد في سياق حديثه عن