زعم من القدرية ان لا اعجاز في نظم القرآن كما ذهب إليه النظّام (ط. بدر ص ٣٣٥ ، الكوثري ص ٢٠٨ ، عبد الحميد ص ٣٤٤).
وقالوا (اهل السنة) : من معجزات محمد (ص) انشقاق القمر ، وتسبيح الحصا في يده ، ونبوع الماء من بين اصابعه ، واشباعه الخلق الكثير من الطعام اليسير ونحو ذلك. وقد خالف النظّام واتباعه من القدرية ذلك. (ط. بدر ص. ٣٣٥ ، الكوثري ص ٢٠٨ ، عبد الحميد ص ٣٣٤).
وانما وجه الدلالة منه على صدق النبي (ص) ما فيه من الاخبار عن الغيوب. وزعم ان العباد قادرون على مثل القرآن وعلى ما هو افصح منه. وفي هذا ابطال اعجاز القرآن.
الورقة ٧٥ / ٢ وكذبه (النظام) في روايته انشقاق القمر ، وفي رواية الجن ... وانشقاق القمر ان احاله فقد احال تفريق اجزاء جسم مؤلف وان اجاز انشقاقه عقلا. فما المانع من وقوعه مع ورود الخبر؟ واما رواية الجن فان احالها لزمه ان لا يرى الجن بعضهم بعضا.
يتضح لنا من هذه الامثلة ان قول البغدادي المذكور في كتاب «الفرق بين الفرق» (في نهاية الفصل الثالث من الباب الخامس) بانه استقصى بيان احكام اهل الاهواء في كتاب «الملل والنحل» هو قول ينطبق تماما على ما جاء في هذه المخطوطة ؛ الامر الذي يزيد في اعتقادنا ان هذه المخطوطة هي فعلا كتاب «الملل والنحل» للبغدادي.
ز ـ يذكر ابو مظفر الأسفرايني في كتابه «التبصير في الدين» ص ١٢٠ عبد القاهر البغدادي وكتابه «الملل والنحل» بقوله : «ولو لم يكن لأهل السنة والجماعة من مصنف لهم في جميع العلوم ، على الخصوص والعموم الّا من كان فرد زمانه وواحد أقرانه في معارفه وعلومه ، وكثرة الغرر في تصانيفه ، وهو الإمام ابو منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي التميمي ، قدس الله روحه ، وما من علم من العلوم الّا وله فيه تصانيف. ولو لم يكن له من التصانيف الّا كتاب «الملل والنحل» في اصول الدين ، وهو كتاب لا يكاد يسع في خاطر بشر انه يتمكن من مثله لكثرة ما فيه من فنون علمه. وتصانيفه في الكلام ، والفقه ، والحديث ، والمقدرات (الحساب) التي هي أم الدقائق ، تخرج عن الحصر ، ولم يسبق الى مثل كتبه في هذه الانواع من حسن عبارته ، وعذوبة بيانه ، ولطافة كلامه ، في جميع كتبه.»