لقد نبّئت والأنباء تنمي |
|
بما لاقى الكواذب بالمذار (١) |
وما إن سرّني إهلاك قومي |
|
وان كانوا وحقك في خسار |
ولكني سررت بما لاقى |
|
ابو إسحاق من خزي وعار |
ولما قتل المختار استوت خراسان والعراقان والحجاز واليمن لعبد الله بن الزبير ، فدعا ابن الحنفية الى طاعته ، فهرب منه الى عبد الملك بن مروان. فلما بلغ أيلة كره ابن مروان جواره بالشام ، فامره بالرجوع. فخرج الى الطائف وتولى بها دفن عبد الله بن عباس ، وخرج منها الى اليمن. فمات في طريقه (٢).
واختلفت الكيسانية بعد موته : فمنهم من زعم انه في جبل رضوى ، وانه حي لم يمت ، وهو المهدي المنتظر ، وانما عوقب بالحبس هناك الى عبد الملك بن مروان / وخروجه قبل ذاك الى يزيد بن معاوية. وهذا قول الكربيّة منهم ، اتباع ابي كرب الضرير (٣). وعلى هذا المذهب كان كثيّر صاحب عزة ،
__________________
(١) جاء في طبعة بدر ص ٣٧ وفي طبعة الكوثري ص ٣٤ وط عبد الحميد ص ٥٢ ... بما لاقى الكوارث بالمذار.
هذه الأبيات لاعشى همدان (اخباره مذكورة وكذلك نسبه في «الاغاني» ٥ : ١٤٦ ـ ١٦١). المذار : ذكرها ابن حوقل ص ١٦١ و ١٧١ والمقدسي (طبعة دي غويه في ليدن ص ٢٥٨) وهي من ناحية الكوفة.
(٢) بخصوص هذه النهاية جاء في طبعة حتّى ص ٥٠ : «وقالوا : كان يجب على محمد (ابن الحنفية) ان يقاتل ابن الزبير ، فعصى ربّه بترك قتاله ، وعصاه بقصده عبد الملك بن مروان ، وكان قد عصاه قبل ذلك بقصده يزيد بن معاوية». ثم انه رجع من طريقه الى ابن مروان الى الطائف وشهد دفن ابن عباس. ثم سافر الى اليمن. فلما بلغ شعب رضوي اختلفوا فيه» ...
وجاء في طبعة الكوثري ص ٣٤ (كذلك ط بدر ص ٣٨ ، ط عبد الحميد ص ٥٣) : وقالوا : انه كان يجب عليه ان يقاتل ابن الزبير ولا يهرب ، فعصى ربه بتركه قتاله ، وعصاه بقصده عبد الملك بن مروان. وكان قد عصاه قبل ذلك بقصده يزيد بن معاوية. ثم انه رجع من طريقه الى ابن مروان الى الطائف. ومات بها ابن عباس ودفنه ابن الحنفية بالطائف. ثم سار منها الى الذر. فلما بلغ شعب رضوى اختلفوا فيه.
(٣) عرض موقف الكيسانية من محمد بن الحنفية هنا يتفق والوقائع التاريخية اكثر مما ذكر في الطبعات الاربع لكتاب الفرق ، اذ جاء فيها اختلاف الكيسانية في ابن الحنفية قبل الكلام عن مختلف الحالات التي مرّ بها قبل انقطاع اخباره ـ يعتبر للكربيّة من غلاة الكيسانية.