موجود بالوجود والوجود بنفسه ، فهكذا الإرادة.
ولا يخفى أنّ الإشكال بعد باق.
توضيحه : أنّ القائل خلط بين الجهات التقييدية والتعليليّة ، فإنّ مرادهم من قولهم : الوجود موجود بنفسه ، هو أنّه لا يحتاج إلى ضمّ حيثية تقييدية وراء وجود موضوعه نظيره حمل الأبيض على البياض الذي لا يحتاج إلى ضمّ ضميمة وراء وجود الموضوع ، بخلاف قولنا : الجسم أبيض فإنّ الحمل رهن وجود حيثية تقييدية وراء الموضوع ، ويسمّى الأوّل المحمول بالصميمة والثاني المحمول بالضميمة.
وفي الوقت نفسه أنّ البياض وإن كان مستغنيا عن الحيثية التقييدية ولكنّه غير مستغن عن الحيثية التعليلية وعلى ضوء ذلك ، فحصول الإرادة في صقع الذهن غير مستغن عن الحيثية التعليلية فعندئذ فإمّا أن تحدث في النفس بإرادة سابقة عليها أولا ، وعلى الثاني تكون أمرا غير اختياريّ لعدم مسبوقيتها بإرادة أخرى وعلى الأوّل ، إمّا أن لا تنتهي سلسلة الإرادات فيلزم التسلسل ، وإمّا أن تنتهي فيلزم الجبر ثم يعود الإشكال ويطرح نفسه من جديد.