٤٧ ـ قتادة بن دعامة السدوسي (ت / ١١٨ ه) :
ذكر أبو حيان الأندلسي (ت / ٧٥٤ ه) في تفسيره : إن قتادة قال : «إذا كان الكفار غالبين ، أو يكون المؤمنون في قوم كفار فيخافونهم فلهم أن يحالفوهم ويداروهم دفعاً للشر ، وقلبهم مطمئن بالإيمان» (١).
وقد مر قول الرازي الشافعي : «إن الحالة بين المسلمين اذا شاكلت الحالة بين المسلمين والمشركين ، حلت التقية محاماة على النفس» (٢).
٤٨ ـ شبه أبو عقال :
لم أقف على سنة وفاته ، إلا أنّه روى عن الصحابي أنس بن مالك (ت / ٩٣ ه) كما نصّ عليه مترجموه ، فهو إذاً من طبقة عطاء وقتادة وغيرهما من التابعين.
ومن تقيته ، ما حكاه ابن قتيبة الدينوري (ت / ٢٧٦ ه) عن ابنه عقال بن شبه ، من أنّه قال : «كنت رديف أبي ، فلقيه جرير على بغل ، فحيّاه أبي وألطفه. فلمّا مضى ، قلت : أبعدَ ما قال لنا ما قال؟
قال : يا بني! أفأوسع جرحي؟» (٣).
والظاهر ، انّ المراد من جرير هو جرير بن عطيّة الخطفي الشاعر المشهور (ت / ١١٠ ه) ، وأنّه هجا أبا عقال ، فحاول الأخير مداراته لكيلا يعود إلى الهجاء ثانية ، فاتّقى لسانه بهذه المداراة.
__________________
(١) البحر المحيط / أبو حيان الاندلسي ٤٢٣ : ٢.
(٢) التفسير الكبير / الرازي ١٤ : ٨.
(٣) عيون الأخبار / ابن قتيبة ٣٢٩ : ١.