موقف الصحابة من التقية
ليس من العجب أن يجد الباحث الكثير من الصحابة الذين استعملوا التقية في حياتهم لا بقيد الإكراه المتلف للنفس ، أو الوعيد بانتهاك الأعراض وسلب الأموال فحسب وإنّما لمجرّد احتمال الخوف من ذلك ، أو احتمال التعرّض للإهانة والضرب ولو بسوط واحد أو سوطين. ولكن العجب أن يدّعى بأنّ التقية من النفاق بعد أن استعملها من قولهم حجّة باتّفاق علماء أهل السُّنّة أنفسهم.
نعم ، لقد وقفت على الكثير من الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن جاء بعدهم إلى يومنا هذا ممّن استعمل التقية وصرّح بها علناً ، وفيما يأتي جملة من أسماء الصحابة الذين استعملوا التقية ، وسنذكرهم بحسب تاريخ الوفاة ، وهم :
١ ـ ياسر بن عامر الكناني المذحجي أبو عمار (ت / ٧ ق. ه) ، قال الزركلي (ت / ١٩٧٦ م) في الأعلام : «وفي أيامه بدأت الدعوة إلى الإسلام سرّاً» (١).
٢ ـ سميّة بنت خباط ، زوج ياسر وامّ عمار قتلها أبو جهل في السنة
__________________
(١) الأعلام / الزركلي ١٢٨ : ٨.