السابعة قبل الهجرة ، ومات زوجها في هذه السنة أيضاً تحت التعذيب ، وهما أوّل من استُشهد في الإسلام رضي الله عنهما.
وقد مرّت تقيتهما في تفسير الآية الثانية ، في الفصل الأوّل.
٣ ـ الصحابي الذي شهد تقية لمسيلمة الكذّاب (ت / ١٢ ه) بأنّه رسول الله ، وقد مرّ كلام المفسّرين في ذلك كالحسن البصري (ت / ١١٠ ه) ، والزمخشري (ت / ٥٣٨ ه) ، والرازي (ت / ٦٠٦ ه) ، والبيضاوي (ت / ٦٨٥ ه) ، وغيرهم ، وذلك في الدليل القرآني الثاني على مشروعية التقية في الإسلام.
٤ ـ معاذ بن جبل (ت / ١٨ ه) :
أخرج القاسم بن سلام عن سعيد بن المسيب قال : «إنّ عمر بعث معاذاً ساعياً على بني كلاب ، أو على بني سعد بن ذبيان ، فقسّم فيهم حتى لم يدع شيئاً ، حتى جاء مجلسه الذي خرج به على رقيته ، فقالت امرأته : أين ما جئت به مما يأتي به العمال من عراضة أهليهم (١)؟ فقال : كان معي ضاغط ، فقالت : قد كنت أميناً عند رسول الله (ص) ، وعند أبي بكر ، أفبعث عمر معك ضاغطاً؟ فقامت بذلك في نسائها واشتكت عمر ، فبلغ ذلك عمر ، فدعا معاذاً فقال : أنا بعثت معك ضاغطاً؟ فقال : لم أجد شيئاً اعتذر به اليها إلا ذلك. قال : فضحك عمر وأعطاه شيئاً وقال : أرضِها به» (٢).
ولا شكّ أن قول معاذ ليس فيه تقيّة وإنّما جاء على سبيل التورية ، لأنّ للضاغط معنيين :
__________________
(١) العراضة : الهدية ، يهديها الرجل إذا قدم من سفر. لسان العرب ١٤٥ : ٩ عرَضَ.
(٢) كتاب الأموال / أبو عبيد القاسم بن سلام : ٥٨٩ / ١٩١٣.