فصل
[في بيان ما يلزم مخالفي الصّرفة]
قد سأل مخالفوا الصّرفة ، فقالوا :
إذا كنتم إنّما تعتمدون في إعجاز القرآن أنّ الله تعالى هو المؤيّد به لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، تصديقا له على خرقه لعادة الفصحاء من حيث قعدوا عن معارضته ونكلوا (١) عن مقابلته ، فاعملوا على أنّ خروجه عن العادة في الفصاحة مسلّم لكم على ما اقترحتموه ، من أين لكم أنّ الّذي خرق به عادتنا ، وألقاه إلى من ظهر عليه هو الله تعالى؟!
وما أنكرتم أن يكون المظهر ذلك على يديه بعض الجنّ الّذين قد اعترفتم بوجودهم ، ويكون قصده به الإضلال لنا والتلبيس ؛ لأنّكم لا تحيطون علما بمبلغ فصاحتهم ، وهل انتهوا من الفصاحة إلى حدّ يجاوز ما نعهدهم أم لا ، بل كلّ ذلك مجوّز غير مقطوع على شيء منه؟!
وإذا كان ما ذكرناه جائزا غير ممتنع بطل قطعكم على أنّه من قبل الله تعالى! (٢).
__________________
(١) نكل : إذا أراد أن يصنع شيئا فهابه.
(٢) قال المصنّف رحمهالله في كتابه الذخيرة / ٣٨٥ : «قد بيّنا في كتابنا في جهة إعجاز القرآن أنّ من