وقالت في ذلك :
قد (١) قتلنا سيّد الخز |
|
رج سعد بن عباده |
ورميناه بسهمي |
|
ن فلم نخطئ فؤاده |
ونظائر ما ذكرناه كثيرة جدّا ، إن ذهبنا إلى تقصّيها خرجنا عن غرضنا.
ومذاهب العرب في هذا الباب مشهورة ، وما يدّعونه فيه معروف ، ولا سبيل معه إلى القطع على أنّ قصيدة بعينها من قول من أضيفت إليه ، وأنّه السّابق إلى نظمها والمتفرّد به من غير معين ولا ظهير ، على ما يحتاج إلى ذكر الجنّ ، والتعلّق بما تدّعيه العرب في بابهم.
ونحن نعلم أنّ مع نفيهم ـ أو نفي تمكّنهم من إظهار الشّعر وغيره على أيدي البشر ـ لا يمكن القطع على شيء ممّا ذكر أيضا ؛ لأنّ الشّعر المضاف إلى الشّاعر نفسه يمكن أن لا يكون ـ أو أكثره ـ له ، بأن أعانه عليه معين لم يضفه إلى نفسه ، وأضافه هذا وادّعاه ، فروي عنه.
[أو] أن يكون قولا لخامل ، ظفر به من ادّعاه فأضافه (٢) إليه دون قائله في الحقيقة ، ولبعد العهد في هذا الباب تأثير قويّ.
وممّا يشهد بصحّة ما ذكرناه أنّا قد وجدنا جماعة من مجوّدي الشّعراء قد أغاروا على شعر غيرهم فانتحلوه ، مع منازعة قائليه لهم ومجاذبتهم عليه. ولم
__________________
لا أبايع قرشيّا أبدا ... فرماه بسهم فقتله ... فبكته الجنّ ، فقالت :
وقتلنا سيّد الخز |
|
رج سعد بن عباده |
ورميناه بسهمي |
|
ن فلم نخطئ فؤاده! |
(١) في الأصل : نحن ، والمناسب ما أثبتناه وفقا لسير أعلام النبلاء ١ / ٢٧٧ ، والبيتان في طبقات ابن سعد ٧ / ٢٧٤ ومختصر تاريخ ابن عساكر ٩ / ٢٢٧ باختلاف.
(٢) في الأصل : فأضاف ، والمناسب ما أثبتناه.