سمعت أبا عبيدة يحلف بالله أنّ القصيدة المنسوبة إلى علقمة بن عبدة (١) :
طحا بك قلب في الحسان طروب |
إنّما هي للمثقّب العبديّ (٢) ، قال : واسمه شاس بن بهار ، وفيها يقول :
وفي كلّ قوم قد خبطت بنعمة |
|
وحقّ لشأس من نداك ذنوب |
يعني نفسه. فقال له النّعمان : إي والله ، وأذنبه!
فقيل لأبي عبيدة : فمن ألقاها على علقمة وروى فيها كثيرا؟
قال : صيرفيّ أهل الكوفة الذي تضرب عنده الأشعار ، وتولد منه الأخبار ـ يعني حمّادا!
وغير أبي عبيدة يروي هذه القصيدة لعلقمة ، ويقول : إنّ علقمة كان له أخ يقال له شاس ، أسرته غسّان (٣) ، وحصل في يد الحارث بن أبي شمر الغسّانيّ ، وامتدح علقمة الحارث بن أبي شمر بهذه القصيدة ، وسأله إطلاق أخيه فأطلقه (٤). وله معه خبر معروف.
والقول فيما نحوناه واسع ، وإنّما ذكرنا منه قليلا من كثير. ومن أراد استقصاءه واستيفاءه طلبه من مظانّه ، وفي الكتب المخصوصة به.
وكما أنّ الرّواة اختلفوا في الشّعر ، فأضاف قوم بعضها إلى رجل ، وخالف
__________________
(١) هو علقمة بن عبدة بن ناشرة بن قيس ، من بني تميم ، شاعر جاهليّ من الطبقة الأولى ، وكان معاصرا لامرئ القيس وله معه مساجلات. توفّي نحو سنة ٢٠ ق ه.
(٢) هو العائذ بن محصن بن ثعلبة ، من بني عبد القيس من ربيعة ، شاعر جاهليّ من أهل البحرين ، وصف بجودة الشعر والحكمة ، توفّي نحو سنة ٣٥ ق ه.
(٣) هو الحارث بن أبي شمر الغسّانيّ الذي أسر شاس بن عبدة ، فشفع به علقمة بن عبدة ومدح الحارث بأبيات ، فأطلقه.
(٤) راجع : خزانة الأدب ١ / ٥٦٥ ، الشعر والشعراء / ٥٨ ، سمط اللآلي / ٤٣٣.