«إذا عدنا إلى التحقيق وجدنا وجه إعجاز القرآن صرف العرب عن معارضته ، بأن سلبوا العلوم التي بها كانوا يتمكّنون من المعارضة ، في وقت مرامهم ذلك».
٥ ـ قطب الدين سعيد بن هبة الله الراونديّ (المتوفّى سنة ٥٧٣ ه) ، فقد اختار مذهب الصّرفة ، وصرّح بذلك في كتاب الخرائج والجرائح (١) في فصل عقدة في باب إعجاز القرآن سمّاه (في أن التعجيز هو الإعجاز) ، ثمّ طرح في الباب الذي لحقه أقوال مخالفي الصّرفة ، ودافع عن مذهب الصّرفة ، ويستشمّ من مجموع الكلام في الباب أنّه اختار مذهب الصّرفة.
هذا ، وقد نسب القول بالصّرفة إلى جماعة ، منهم : أبو مسلم محمّد بن بحر الأصفهانيّ (المتوفّى سنة ٣٢٢ ه) ، وعليّ بن عيسى الرّمّانيّ (المتوفّى سنة ٣٨٦ ه) ، والخواجه نصير الدين الطوسيّ (المتوفّى سنة ٦٧٢ ه) ، وفخر الدين الرازيّ (المتوفّى سنة ٦٠٦ ه) ، ولكن لم نجد تصريحا بذلك في مصنّفاتهم.
* * *
وصف كتاب (الموضح عن جهة إعجاز القرآن)
يظهر لمن درس مراحل حياة الشريف المرتضى أنّه من الشخصيّات المتعدّدة الجوانب ؛ فهو فقيه وأصوليّ ومتكلّم وشاعر ومفسّر و... وله كتب ورسائل وآراء في جميع هذه العلوم ، ولكنّه كان قبل كلّ شيء فقيها ، حيث بدأ حياته العلميّة بقراءة الفقه على الشيخ المفيد ، واستمرّ يمارس الفقه ويدرّسه طيلة حياته ، وختم مسيرته أيضا بالفقه ، فقد توفّاه الله سبحانه وتعالى حينما كان شيخا ومرجعا للفتيا للطائفة الإماميّة ، إلّا أنّ شهرته كانت في علم الكلام وتضلّعه في
__________________
(١) الخرائج والجرائح ٣ / ٩٨١ ـ ٩٩٤.