الوليد بن المغيرة في القرآن : «إنّي قد سمعت الشّعر والخطب ، وليس هذا منه في شيء» ، ووصفه له بأنّه سحر! وقول أميّة بن خلف : «لو نشاء لقلنا مثل هذا». وإحضار بعضهم أخبار الفرس ، وادّعائه أنّه معارض للقرآن.
قال : لأنّ التحدّي لو لم يكن واقعا به ومعلوما من جهته ، لم يكن لجميع ذلك معنى.
وليس هذا ممّا يصحّ الاعتماد عليه ؛ لأنّ جميع ما ذكر ليس بمعلوم ولا مقطوع عليه ، وإنّما المرجع فيه إلى أخبار آحاد. وليس يصحّ أن يثبت التحدّي من طريق الظنّ ، بل لا بدّ فيه من العلم اليقين.
والكتاب ـ وإن نطق ببعض هذه الأخبار ـ فليس يصحّ الاعتماد عليه في صحّتها ؛ لأنّ الكتاب لا يكون حجّة ومقطوعا على صحّة أخباره إلّا بعد صحّة التّحدّي به ، فكيف يصحّ أن يرجع في إثبات التحدّي إلى ما لا يعلم إلّا بعد ثبوته؟!
على أنّ قول أميّة بن خلف : «لو نشاء لقلنا مثل هذا» لا يدلّ على أنّه تحدّي به وطولب بفعل مثله. وقد يقول الإنسان هذا مبتدئا فيما لا يدعى إليه.
وكذلك تعجّب الوليد منه ووصفه بأنّه سحر لا يدلّ على أكثر من استغرابه له واستطرافه. فأمّا الاستدلال به على التحدّي فبعيد ، والمعتمد على ما تقدّم.