وأمّا ما ذكروه رابعا فهو نفس القرآن ، وإنّما غيّرت منه كلمة بعد أخرى ، فليس هكذا تكون المعارضة ؛ لأنّ القول بذلك يؤدّي إلى أن يكون جميع اللّكن والمعجمين متمكّنين في معارضة سائر الفصحاء والشّعراء ؛ لأنّا نعلم أنّ هذا الضّرب من المعارضة لا يتعذّر عليهم.
وما تجري هذه المعارضة إلّا مجرى من عمد إلى بعض القصائد فغيّر قوافيها فقط ، وترك باقي ألفاظها على حاله وادّعى أنّه قد عارضها ، أو غيّر من كتاب مصنّف فاتحته وخاتمته ، فأورد جميعه على ترتيبه ، ثمّ ادّعى مثل ذلك!
على أنّا قد بيّنا أنّ من تقدّم من العرب الفصحاء الّذين أهمّهم هذا الأمر وكرثهم كانوا بهذه الأمور أقوم وأعرف ، ولم يتركوا التعرّض لها إلّا لعلمهم بأنّه لا طائل فيها.