منتهيا إلى جماعة بعينها ـ أن تكون معروفة عند الفصحاء ، وكان يجب أن يفزعوا إليهم في فعل المعارضة ويطالبوهم بها ، فمتى امتنعوا عليهم ودافعوا بفعلها ، علموا أنّهم مواطئون موافقون ، ولم يمسكوا عن مواقفتهم ومواقفته صلىاللهعليهوآله على ذلك وإعلامه أنّه لا حجّة عليهم فيما أظهره ، لا سيّما إذا انضاف إلى هذا أن يظهر اختصاص هذه الجماعة به وانتفاعهم بأيّامه ومشاركتهم في أمره ؛ لأنّ الغرض بإظهار المعجز إذا كان ما ذكرناه فهو إذا وقع لا بدّ أن يظهر ، ولا يصحّ أن ينكتم.
على أنّ تجويز ما ذكروه يقتضي دفع طريق العلم بأنّ أحدا من النّاس بان في زمن من الأزمان من أهل عصره في علم من العلوم ، أو صنعة من الصّنائع ؛ لأنّا لا نأمن على هذا القرآن أن يكون في عصر كلّ فاضل علمنا فضله واشتهرت عندنا حاله ، جماعة يزيدون عليه في الفضل ، واطأهم على إظهار العجز عن حاله ، والإمساك عن إظهار مثل ما أظهره ، لبعض المنافع!
وليس يؤمن من تجويز ما ذكرناه إلّا ما يؤمن من الأوّل ، ويبطل قول المتعلّق به.