أحقاد صليبيّة وأغراض استعماريّة مكشوفة. وفي كلّ الأحوال كان لدراساتهم مساهمة حقيقيّة في تطوير أبحاث علوم القرآن.
يعدّ البحث عن «إعجاز القرآن» من أهمّ فروع علوم القرآن ؛ لأنّه يتركّز على أهم ركيزة واجه رسول الله صلىاللهعليهوآله المشركين والكفّار بها ، ألا وهي تحدّيهم بإعجاز نصّ القرآن ، وأنّهم عاجزون عن أن يأتوا بقرآن مثله ، أو بعشر سور مثله ، أو بسورة واحدة ، أو آية مشابهة لآياته ، فصار البحث عن «الإعجاز» وما يتفرّع عليه من معنى «المعجز» و «المعجزة» وشروطها وحدودها ، وما به يكون الشيء معجزا ، وأنواع الإعجاز ، ومعجزيّة القرآن ، وصنوف الإعجاز الذي يتضمّنه القرآن ، وغيرها من الأبحاث المتعلّقة بالإعجاز ، موضع عناية الباحثين والدارسين منذ الصّدر الأوّل ، فتنوّعت اجتهاداتهم وآراؤهم وأقوالهم ومذاهبهم في ذلك. ويمكن تلخيص أهمّ أقوالهم في هذا المجال بما يلي :
١ ـ إنّ مجرّد صدور مثل هذه المجموعة من الآيات ، من رجل أمّي لم يسبق له أن درس أو قرأ ، لخير دليل على كونه خرقا للعادة ومعجزا.
٢ ـ ارتفاع فصاحته واعتلاء بلاغته بما لا يدانيه أيّ كلام بشريّ على الإطلاق.
٣ ـ صورة نظمه العجيب ، وأسلوبه الغريب ، المرتفع على أساليب كلام العرب ومناهج نظمها ونثرها ، ممّا لم يوجد قبله ولا بعده نظير له.
٤ ـ ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيّبات ، ممّا لم يكن فكان كما قال ، ووقع كما أخبر.
٥ ـ ما أنبأ به من أخبار القرون السّالفة ، والأمم البائدة ، والشّرائع الدائرة ، ممّا كان لا يعلم به إلّا الفذّ من أحبار أهل الكتاب بصورة ناقصة ومشوّهة.