ولا يخفى ان اصل وضع التنبيه الحادى عشر انما يكون لبيان ما هو معروف فى الالسنة من اصالة تأخر الحادث اى هل يصح هذا ام لا؟ فقال ان هذا صحيح وقال بعض انه لا يصح جريان هذا الاصل وقال بعض آخر ان التفصيل حسن اى ان كان هذا الحادث بسيطا فلا يجرى الاصل واما ان كان مركبا فيجرى ويجيء تفصيل هذا.
ورتبت هنا مقدمة لتوضيح ما نحن فيه وهى ان التقدم والتأخر كانا من المتضايفين اى لا يمكن تعقل كل منهما الا بالقياس الى تعقل الآخر مثلا لا يتعقل مفهوم التقدم الا بتعقل مفهوم التأخر فالمراد من التقدم هو عبارة عن وجود الشيء قبل وجود شىء آخر ولا فرق فى ذلك بين الزمان والزمانى مثلا لم يكن هذا فى يوم السبت فلم يكن فى يوم الاحد هذا مثال تقدم الزمان واما تقدم وتأخر زمانى فكتقديم اب على ابن.
ولا يخفى ان التقدم امر بسيط وعنوان منتزع مثلا اذا وجد شىء قبل شىء آخر انتزع عن هذا التقدم وكذا التأخر فانه امر بسيط انتزاعى مثلا اذا وجد الشيء بعد شىء آخر انتزع عنه التأخر هذا بيان للتقدم والتأخر البسيطين.
واما اذا قلنا ان التقدم والتأخر مركبان فالتقدم عبارة عن وجود الشيء قبل وجود شىء آخر والتأخر هو وجود الشيء بعد الشيء السابق اى كان وجود اللاحق بعد وجود الشيء السابق وكذا العدم اى ما كان معدوما فى السابق فوجد فى اللاحق وقد بين الى هنا معنى التقدم والتأخر.
واما الحدوث فهو فى مقابل القدم فهو نحو من الوجود