خليفة (١) وقال في قصة عاد : (جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ) [الآية ٦٩] وفي قصة ثمود : (جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ) [الآية ٧٤].
وأيضا فقد قال تعالى في الأنعام : (كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) [الأنعام : ١٢]. وهو موجز ، وبسطه هنا بقوله : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) [الآية ١٥٦]. إلى آخره. فبيّن من كتبها لهم.
وأما وجه ارتباط أول هذه السورة باخر الأنعام فهو : أنه تقدم هناك : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ) [الأنعام : ١٥٣] وقوله تعالى : (وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ) [الأنعام : ١٥٥] فافتتح هذه السورة أيضا باتباع الكتاب في قوله جل شأنه : (كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ) [الآية ٢] إلى (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) [الآية ٣].
وأيضا لمّا تقدم تعالى في الأنعام : (ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) (١٥٩) (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (١٦٤). قال في مفتتح هذه السورة : (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) (٦). (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ) [الآية ٧]. وذلك شرح التنبئة المذكورة.
وأيضا فلمّا قال سبحانه في الأنعام : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) [الأنعام : ١٦٠]. وذلك لا يظهر إلا في الميزان ، افتتح هذه السورة بذكر الوزن ، فقال : (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ) [الآية ٨] ثمّ ذكر من ثقلت موازينه ، وهو من زادت حسناته على سيّئاته ، ثمّ من خفّت موازينه ، وهو من زادت سيّئاته على حسناته ؛ ثمّ ذكر بعد ذلك أصحاب الأعراف ، وهم قوم استوت حسناتهم وسيّئاتهم.
__________________
(١). انظر من الآية رقم (١١) الى آخر الآية رقم (٢٥).