أكثر مما أخذوا ، عند الغنيمة.
ونفّلت فلانا على فلان : فضّلته.
والنّفل والنافلة : ما يفعله الإنسان ، ممّا لا يجب عليه.
أقول : وهذه من الموادّ القديمة التي اكتسبت في حياتهم معاني محددة ، فكانت من رسومهم ومصطلحهم.
على أننا لا نجد الآن من هذه الذخيرة اللغوية ، إلا قول المعاصرين : «ومن نافلة القول» ، يريدون بها الزيادة غير الواجبة.
٢ ـ وقال تعالى : (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ) [الآية ٧].
الطائفتان هما العير والنّفير.
والنفير نفير قريش ، الذين كانوا نفروا إلى بدر ، ليمنعوا عير أبي سفيان.
ويقال : فلان لا في العير ولا في النفير ، قيل هذا المثل لقريش من بين العرب ، وذلك أن النبي (ص) لمّا هاجر إلى المدينة ونهض منها لتلقّي عير قريش ، سمع مشركو قريش بذلك ، فنهضوا ولقوه ببدر ، ليأمن عيرهم المقبل من الشام مع أبي سفيان ، فكان من أمرهم ما كان ، ولم يكن تخلّف عن العير والقتال إلا زمن أو من لا خير فيه ، فكانوا يقولون لمن لا يستصلحونه لمهمّ : فلان لا في العير ولا في النفير ، فالعير ما كان منهم مع أبي سفيان ، والنفير ما كان منهم مع عتبة بن ربيعة قائدهم يوم بدر.
و (غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ) ، هي العير لأنه لم يكن فيها إلا أربعون فارسا و «الشوكة» كانت في النفير لعددهم وعدّتهم.
والشّوكة : الحدّة مستعارة من واحدة الشوك ، ويقال : شوك القنا لشباها.
ومنها قولهم : شائك السلاح ؛ أي : تتمنّون أن تكون لكم العير.
أقول : وأصل الشوكة كما قلنا واحدة الشوك ، ولحدّتها وما تؤدّي من الأذى ، أطلقت على القوة والسلاح ، وهكذا كانت مواد العربية البدوية مصدرا ، أمدّ العربية بموادّ كثيرة من اللغة العالية ، ومنها مواد الحضارة.
٣ ـ وقال تعالى : (وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (١٣).
والمشاقّة والشّقاق ، غلبة العداوة