صفتان متلازمتان ، بخلاف باقي الصفات المذكورة ، فإنها ليست متلازمة ؛ ولا ينقض هذا بقوله تعالى (الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ) [الآية ١١٢] لأنهما ليستا صفتين متلازمتين ، لأن السجود يلزم الركوع ؛ أمّا الركوع ، فلا يلزم السجود ، بدليل سجود التلاوة ، وسجود الشكر ؛ والزمخشري لم يتكلم على هذه الواو.
فإن قيل : لم قال تعالى (لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٢١) ؛ أي بأحسن الذي كانوا يعملون بإضمار حرف الجر ، مع أنهم يجزون بحسنة أيضا ، لقوله تعالى (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) (٧) [الزلزلة]؟
قلنا : معناه بحسن الذي كانوا يعملون ، وهو الطاعات كلها ، لا بسيّئة وهو المعاصي ، فالأحسن هنا ، بمعنى الحسن ؛ وسيأتي في سورة الروم ، في قوله تعالى (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) [الروم : ٢٧] وما يوضح هذا إن شاء الله تعالى. الثاني : أن معناه ، ليجزيهم الله أحسن من الذي كانوا يعملون.
فإن قيل : قوله تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً) [الآية ١٢٤] يدل على أن الإيمان يقبل الزيادة؟
قلنا : قال مجاهد : معناه فزادتهم علما ؛ لأن العلم من ثمرات الإيمان ، فجعل مجازا عنه ، والله أعلم.