قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الموسوعة القرآنيّة خصائص السور [ ج ٥ ]

الموسوعة القرآنيّة خصائص السور [ ج ٥ ]

19/311
*

فَارْهَبُونِ) (٥١) فأبطل مذهب الثنوية ، الذين يقولون بإله الخير وإله الشر ، لأن له سبحانه ، ما في السماوات والأرض من خير وشر ، ونعمة وضر ؛ ثم بيّن لهم أنهم إن كفروا بما آتاهم من النعم ، وتمتّعوا ، فسوف يعلمون عاقبة ذلك ؛ وقد ورد الكلام بصيغة الأمر التهديدي. ثم ذكر أنهم يجعلون لأصنامهم نصيبا ممّا رزقهم من زروعهم وأنعامهم ، وهي جماد لا تحسّ نذرهم ، وأنهم يجعلون له سبحانه البنات من الملائكة ، ولأنفسهم ما يشتهون من البنين ؛ ثم ذكر أنّ من كرههم للبنات أنهم إذا بشّر أحدهم بالأنثى ، ظلّ وجهه مسودّا وهو كظيم ، يتوارى من قومه من سوء ما بشّر به ، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ، ليتخلص من عاره بينهم ؛ ثمّ عجب من سوء حكمهم بهذا ، وحكم بأن لهم صفة السوء وهي الاحتياج الى الولد ، وله الصفة العليا وهي عدم الاحتياج إليه ؛ وذكر أنه لو يؤاخذهم بهذا الكفر ما ترك على الأرض من دابّة ، ولكنه يؤخّرهم الى أجل مسمّى ، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ؛ ثم ذكر ثانيا أنهم يجعلون له البنات ولأنفسهم البنين ، ليوجب أن لهم النار ، وأنهم مفرطون.

ثم أقسم بنفسه أنه أرسل إلى أمم من قبله ، فزيّن لهم الشيطان شركهم ، فهو يزيّنه لهؤلاء المشركين ، كما زيّنه لتلك الأمم ؛ ثم ذكر أنه لم ينزل عليه القرآن إلا ليبيّن لهم ما وقعوا فيه من الشرك ، وليكون هدى ورحمة لمن يؤمن به.

ثم ذكر ، مما يدل على وحدانيته جلّ جلاله ، أنه أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ، وأنه جعل لنا في الأنعام عبرة ، يسقينا مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا ؛ وأنه سبحانه ، جعلنا نتخذ من ثمرات النخيل والأعناب سكرا ورزقا حسنا ، وأنه أوحى الى النحل أن تتخذ من الجبال وغيرها بيوتا ، وأن تأكل من الثمرات كلّها ، ليخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه ، فيه شفاء للناس ؛ إلى غير هذا ممّا ذكر من الأدلّة على وحدانيته.

ثم ذكر سبحانه أنهم مع هذا يعبدون من دونه ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض ؛ ونهاهم أن يضربوا له الأمثال ، بقولهم إنهم خدّامه وأقرب الخلق إليه ، فهم يتخذونهم