الموسوعة القرآنيّة خصائص السور [ ج ٥ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في الموسوعة القرآنيّة خصائص السور

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

الموسوعة القرآنيّة خصائص السور [ ج ٥ ]

المبحث الثامن

المعاني المجازية في سورة «الكهف» (١)

قوله سبحانه : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً (١) قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ). وهذه استعارة. لأن حقيقة العوج ، أن يكون فيما يصحّ عليه أن ينصاب أو يميل ويضطرب ويستقيم. وهذه من صفات الأجسام ، لا من صفات الكلام.

فنقول : إنّما وصف القرآن ـ والله أعلم ـ بأنه قيّم لا عوج فيه ، ذهابا إلى نفي الاختلاف عن معانيه ، والتناقض في أوضاعه ومبانيه. وأنه غير ناكب عن المنهاج ، ولا مستمرّ على الاعوجاج.

وقوله سبحانه : (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) (٥). ووصف الكلمة هاهنا بالكبر استعارة. والمراد أنّ معناها فظيع ، وفحواها عظيم. وتقدير الكلام : كبرت الكلمة كلمة.

وللنصب هاهنا وجهان : أحدهما أن يكون على تفسير المضمر. مثل قولهم : نعم رجلا زيد ، وبئس صاحبا عمرو. والوجه الاخر أن يكون على التمييز في الفعل المنقول ، نحو : (وَساءَتْ مُرْتَفَقاً) (٢٩) [الآية ٢٩] ، وتصبّب عرقا.

وقوله سبحانه : (وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً) (٨). وهذه استعارة. لأن المراد بالجرز هاهنا الأرض التي لا نبات فيها ، وذلك مأخوذ من قولهم :

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب : «تلخيص البيان في مجازات القرآن» للشريف الرضي ، تحقيق محمد عبد الغني حسن ، دار مكتبة الحياة ، بيروت ، غير مؤرّخ.