ويكونون عليهم ضدّا ؛ ثم ذكر أن الشياطين استولت عليهم ، فلا فائدة في نصحهم ، ونهى النبي (ص) أن يعجّل عليهم العذاب ، لأنه يعدّه لهم عدّا ؛ ثم ذكر أنه إذا أتى وقته يحشر المتّقين وفدا ، ويسوق المجرمين إلى جهنّم ، كأنهم نعم عطاش تساق إلى الماء ، ولا يكون هناك شفاعة إلّا للمؤمنين الذين اتّخذوا عند الرحمن بذلك عهدا.
ثمّ ذكر أنّ فريقا يزعمون أنّ الملائكة بنات الله ، فيعبدها ويزعمون أنها تشفع لهم يوم القيامة ؛ وردّ عليهم بأنهم قد جاءوا بهذا شيئا إدّا ، وبأنه ما ينبغي له سبحانه أن يتّخذ ولدا ؛ ثم ذكر أن كل من في السماوات والأرض يأتيه يوم القيامة عبدا ؛ وأن كل واحد منهم يأتيه فردا ، لا شفيع له من الملائكة ، وغيرهم.
ثم ختمت السورة بإثبات الشفاعة للمؤمنين بعد أن نفيت عن غيرهم ، فذكر سبحانه أنه سيجعل لهم يوم القيامة ودّا يشفع به بعضهم لبعض ، ولا يقطع ما بينهم من تواصل كما قطع بين الكفّار ومن اتّخذوه من شريك وولد ؛ ثم ذكر سبحانه أنه إنما يسّر القرآن بلسان الرسول (ص) ، لأجل هذا التبشير والإنذار فقال جلّ وعلا : (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (٩٧) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) (٩٨).