الاتيان بكل من الخصوصيّتين ، فالعلم بوجوب كلّ منهما لنفسه وان كان محجوبا عنّا ، إلّا أنّ العلم بوجوبه من باب المقدمة ليس محجوبا عنّا ، ولا منافاة بين عدم وجوب الشيء ظاهرا لذاته ووجوبه ظاهرا من باب المقدّمة ، كما لا تنافي بين عدم الوجوب النفسي واقعا وثبوت الوجوب الغيري كذلك.
______________________________________________________
الاتيان بكل من الخصوصيّتين) احتياطا.
وعليه : فانّ منطوق دليل الحجب يدل على ان الله لا يريد الخصوصية لانّها محجوبة عنا ، ومفهومها يدل على وجوب احدهما المردّد لانّه شيء علمناه ، فاذا ضممنا المفهوم الى دليل العقل بوجوب المقدمة العلمية أفاد : وجوب الاحتياط باتيان كل واحد من الخصوصيّتين كما قال :
(فالعلم بوجوب كلّ منهما) اي : من الخصوصيّتين (لنفسه وان كان محجوبا عنّا ، الّا أنّ العلم بوجوبه) اي : بوجوب كل من الخصوصيّتين (من باب المقدمة ليس محجوبا عنّا) فالخصوصية وان لم تكن مرادة لله سبحانه وتعالى اوّلا وبالذات ، إلّا انّها مرادة من جهة حكم العقل بالمقدمة العلميّة من باب الاحتياط.
هذا (و) من المعلوم : انّه (لا منافاة بين عدم وجوب الشيء ظاهرا لذاته ووجوبه ظاهرا من باب المقدّمة) وقد قيّد المصنّف الجملتين بقوله «ظاهرا» لانّ الكلام في مرحلة الظاهر ، وليس في مرحلة الواقع ، فان الحكم في مرحلة الواقع واحد والمفروض : انا لا نعلمه.
(كما لا تنافي بين عدم الوجوب النفسي واقعا وثبوت الوجوب الغيري كذلك) اي : واقعا ، وذلك في مثل مقدمات العبادات وغيرها ، فانّها ليست واجبات نفسية بل هي واجبات غيرية.