بأن يقصد في كلّ منهما : أنّي أفعله ليتحقق به أو بصاحبه التعبّد باتيان الواجب الواقعي.
وهذا الكلام بعينه جار في قصد الوجه المعتبر في الواجب ، فانّه لا يعتبر قصد ذلك الوجه خاصة في خصوص كلّ منهما ، بأن يقصد أنّي اصلّي الظهر لوجوبه ، ثم يقصد أنّي أصلّي الجمعة لوجوبها ، بل يقصد أنّي أصلّي الظهر ، لوجوب الأمر الواقعي المردّد بينه وبين الجمعة التي أصلّيها بعد ذلك أو صلّيتها قبل ذلك.
______________________________________________________
بهما معا بالطريقة التي ذكرناها سابقا ، وذلك (بأن يقصد في كلّ منهما : انّي أفعله ليتحقق به أو بصاحبه) من المشتبه الآخر التقرب و (التعبّد باتيان الواجب الواقعي) منهما ، وبذلك يكن قد قصد التقرّب بما هو واجب واقعا.
هذا تمام الكلام في التقرب.
(و) أمّا قصد الوجه في العبادة من الوجوب أو الاستصحاب : فإنّ (هذا الكلام بعينه) سؤالا وجوابا (جار في قصد الوجه المعتبر في الواجب) الواقعي أيضا ، وذلك لان قصد التقرب وقصد الوجه مساقهما واحد من هذه الجهة (فانّه لا يعتبر قصد ذلك الوجه خاصة) كالوجوب (في خصوص كلّ منهما) أي : كل من الظهر والجمعة ـ مثلا ـ.
وعليه : فاعتبار قصد الوجه لا يقتضي (بأن يقصد : انّي اصلّي الظهر لوجوبه ، ثم يقصد : انّي اصلّي الجمعة لوجوبها) فانّهما ليسا واجبين حتى يقصد الوجوب في كل واحد منهما (بل يقصد : انّي اصلّي الظهر ؛ لوجوب الأمر الواقعي المردّد بينه وبين الجمعة التي اصلّيها بعد ذلك أو صلّيتها قبل ذلك) وبهذا يحصل الاحتياط التام باتيان كلا المشتبهين مع قصد القربة وقصد الوجه.