والحاصل : أنّ نيّة الفعل هو قصده على الصّفة التي هو عليها ، الّتي هو باعتبارها صار واجبا ، فلا بدّ من ملاحظة ذلك في كلّ من المحتملين ، فإذا لاحظنا ذلك فيه وجدنا الصفة ـ الّتي هو عليها الموجبة للحكم بوجوبه ـ هو احتمال تحقق الواجب المتعبّد به والمتقرّب به الى الله تعالى في ضمنه ، فيقصد هذا المعنى ،
______________________________________________________
(والحاصل :) انّ قصد التقرّب ، وكذلك قصد الوجه ، في العبادة المردّدة بين الظهر والجمعة ، لا يتوقفان على اتيان كل من المحتملين : الظهر والجمعة ، بوصف كون كل منهما عبادة مقرّبة واجبة ، بل يكفي في ذلك مجرد الاتيان بكل منهما برجاء انّه الواقع المتقرب به لانّه الواجب اذ ليس المراد به الّا اتيان الفعل بداعي الأمر وبداعي وجوبه ، وهو موجود هنا ، لانّ الأمر بالواجب الواقعي صار سببا لاتيانهما برجاء انّه الواقع ، من غير فرق في ذلك بين قصد الوجه وقصد القربة ، ذلك كما قال :
(انّ نيّة الفعل هو : قصده على الصّفة التي هو عليها) من الوجوب ، وكونه مقربا ، وغير ذلك من الصفات (الّتي هو) أي : ذلك الفعل (باعتبارها) اي : باعتبار تلك الصفة (صار واجبا).
وعليه : (فلا بدّ من ملاحظة ذلك) الوصف (في كلّ من المحتملين) كالظهر والجمعة (فإذا لاحظنا ذلك فيه) اي : في كل من المحتملين (وجدنا الصفة ـ الّتي هو عليها الموجبة للحكم بوجوبه ـ هو : احتمال تحقق الواجب المتعبّد به والمتقرّب به الى الله تعالى في ضمنه ، فيقصد هذا المعنى) أي : كون أحدهما واجبا ، وكون أحدهما يتقرب به ، وبذلك يحصل الاحتياط التام ، فانّ هذه الصفة هي التي سببت الوجوب.