التي تقطن النجف زهاء الف عام ، وتوجد عند بقيتهم صكوك رسمية ( فرامين ) يتوارثونها خلفاً عن سلف قد صودق عليها من قبل الشاهات الصفويين والسلاطين العثمانيين تدل على قدمهم في النجف ورسوخ قدمهم في خدمة الروضة العلوية.
وشاعرنا المترجم له نال هذه الملكة الأدبية بحكما لتربية وأثرها من خاله الذي نشأ في حجره وهو الشاعر المعروف الشيخ عباس بن الملا علي المتوفى سنة ١٢٧٦ ومن ثمة تجد شاعرنا هذا يسلك في شعره طريقة خاله في الرقة والجزالة وحسن السبك وسرعة البديهة ومن غزله قوله متغزلاً ومتحمساً وقد كتبه بخطه الجيد فانه خطاط مليح الخط قال :
تذكرت عهداً
بالحمى راق لي دهرا |
|
فهاجت تباريح
الغرام لي الذكرى |
وأومض من وادي
الغضا لمع بارق |
|
فأذكى لنيران
الغضا في الحشا جمرا |
فيا حبذا تلك
المغاني وإن نأت |
|
وياما أُحيلى
العيش فيها وإن مرّا |
فيا طالما بالانس
كانت أواهلا |
|
وان هي أمست بعد
موحشة قفرا |
عشية عاطاني
المدامة شادن |
|
أغنّ غضيض الطرف
ذو غرة غرا |
حكى الغصن قداً
والجأذر لفتة |
|
وعين ألمها
عيناً وبيض الضبا نحرا |
فبتنا وقد مدّ
الظلام رواقه |
|
علينا وأرخى من
جلابيبه سترا |
وقد هدأت عنا
العيون وهوّمت |
|
سوى أن عين
النجم ترمقنا شزرا |
من العدل يا ظبي
الصريمة أن ترى |
|
وصالي حراماً في
الهوى ودمي هدرا |
لقد هنت قدراً
في هواك وإنني |
|
لأعلى الورى
كعباً وأرفعهم قدرا |
ويا رب لاح قط
ما خامر الهوى |
|
حشاه ولا فاضت
له مقلة عبرى |
يلوم فلم أرع
المسامع عذله |
|
كأن باذني عند
تعنيفه وقرا |
وهيهات يصغى
للملامة وامق |
|
معنّى الحشى
مضنى أخو كبد حرى |
وقائلة مالي
أراك مشمراً |
|
لجوب القفار
البيد توسعها مسر |
تجوب الفلا أو
تركب البحر جاهداً |
|
فلم تتئد أن
تقطع البر والبحرا |