هناك قضى نفسى
الفداء لمن قضى |
|
وغلّته لم يطف
منها أُوامها |
بكته السما
والأرض والجن كلها |
|
وناحت له وحش
الفلا وحمامها |
وكادت له تهوي
السماء ومن بها |
|
وتندك غبراها
ويهوي شمامها |
فيا ثلمة في
الدين أعوز سدّها |
|
ويا خطة شان
الوجود اجترامها |
كرائم بيت الوحي
أضحت مهانة |
|
ترامى بها عرض
الفلاة لئامها |
يسار بها عنفاً
على سوء حالة |
|
بها خفرت
للمسلمين ذمامها |
عفاء على الدنيا
غداة أُسرتُم |
|
بني خير مبعوث
وانتم كرامها |
فلو كان لي صبرٌ
لقلتُ عدمته |
|
بلى وقوى عادت
هباء رمامها |
ولما يفت ثار به
الله طالب |
|
ولم تهن الدعوى
وانتم خصامها |
كأني بداعي الحق
حان قيامه |
|
وقد حان منه
للطغاة اخترامها |
على حين لا وتر
يضيع لواتر |
|
وفي كفّ مهديّ
الزمان حسامها |
فثمّ ترى نهج
الشريعة واضحاً |
|
تقشع عنها ريبها
وظلامها |
فيا خير مَن
يرجى لكل عظيمة |
|
إذا خيّب الراجي
هناك عظامها |
دعوناك في
الدنيا لترأب صدعنا |
|
وفي عقبات لا
يطاق اقتحامها |
بيوم به كل رهين
بذنبه |
|
سواء به اذنابها
وكرامها |
فأنت لنا في هذه
الدار منعة |
|
وللنفس في يوم
الحساب اعتصامها |
* * *
ابو الأمين علي بن حسين بن علي العوضي نسبة إلى آل عوض من اقدم الاسر العربية الحلية ، ويصرح المترجم له في شعره ان نسبه يمت بامراء آل مزيد الاسديين ـ مؤسسي الحلة وامرائها في اخريات القرن الخامس إلى اواخر القرن السادس للهجرة ، قال الشيخ السماوي في ( الطليعة ) : علي بن الحسين من آل عوض الأسدي الحلي كان اديباً شاعراً ظريفاً حلو الحديث الى تقى ونسك وديانة قوية ، حاضرته فرأيت منه رجلاً صافي السريرة نقي القلب طاهر