ما فيها وهو يواصل الهتاف بخطابه وبشعره باللغتين الفصحى والدارجة فقد كان فيهما وفي الخطابة المنبرية له القدح المعلّى ، يقول الشيخ اليعقوبي : وله باللغة العامية مطولات في أهل البيت بأوزان شتى من البحور الدارحة التي لا يكاد يجاريه فيها احد من معاصريه فقد كان يجيد فيها إجادة ابن عمه السيد حيدر الحلي في الفصحى. مدحه الحاج عبد المجيد المشهور بالعطار بأبيات يهنيه فيها بولادة ولده الأصغر محمد سنة ١٣٢٩ ويؤرخ ذلك العام ، قال :
أبا مضر لا يلحق
اللوم من دعا |
|
أبا مضر عند
الحفيظة والندا |
لأنت وإن طالت
قصار معاصم |
|
لأطولها باعاً
وأبسطها يدا |
وأمنعها جاراً
وأبذلها ندى |
|
واقربها رحماً
وأبعدها مدى |
من الآل آل
المصطفى خير معشر |
|
جلت ظلمات الغي
بالبأس والهدى |
تهنّ به شبلاً
نمته ضراغم |
|
تخرّ له الاساد
في الحرب سجدا |
وفرحاً أصاب
المجد أيمن طائر |
|
بميلاده مذ جاور
النسر مصعدا |
سلالة فخر
الكائنات محمد |
|
وأكرم مَن في
الكون يدعى محمدا |
فما جهلت أعوامه
حين أَرخوا |
|
وليلة ميلاد
الرسول تولدا |
تغيب المترجم له عن وطنه وكان أكثر سكناه في ( الحصين ) قرب الحلة ولما عاد وذلك سنة ١٣٣٩ علم بوفاة ابني عمّيه : السيد عبد المطلب الحلي الحسيني والسيد حسين ابن السيد حيدر جزع لفقدهما فاختار الله له اللحاق بهما فودّع الحياة وعمره ٧٤ سنة على التقريب. وتأتي في جزء آتٍ من هذه الموسوعة ترجمة ولده السيد مضر ، وكل آتٍ قريب.