إذا هتف المظلوم
يا آل غالب |
|
ولا منجد يلفى
لديه ومفزع |
أجابوه من بعدٍ
بلبّيك وارتقوا |
|
جياداً تجاري
الريح بل هي أسرع |
ولم يسألوه إذ
دعاهم تكرما |
|
إلى أين بل
قالوا أمنت وأسرعوا |
فما بالهم قرّوا
وتلك نساؤهم |
|
لصرختها صمّ
الصفا يتصدع |
عطاشى قضت
بالعلقمي ولم تكن |
|
لغلتها في بارد
الماء تنقع |
وأبقت لها الذكر
الجميل متى جرى |
|
بشرقٍ فمنه
غربها يتضوع |
يحامون عن خدر
لهيبة مَن به |
|
ـ ولا عجب غرّ
الملائك تخضع |
فأصبح شمر فيه
يسلب زينباً |
|
ولم ترَ من عنها
يذبّ ويدفع |
تدير بعينيها
فلم ترَ كافلا |
|
سوى خفرات
بالسياط تقنع |
فكم ذات صون
مارأت ظلّ شخصها |
|
ولا صوتها كانت
من الغض تسمع |
محجبة بين
الصوارم والقنا |
|
عليها من النور
الإلهي برقع |
فأضحت وعنها قد
أماطوا خمارها |
|
وبالقسر عنها
بردها راح ينزع |
واعظم خطب لو
على الشم بعضه |
|
يحط لراحت
كالهبا تتصدع |
غداة تنادوا
للرحيل وأحضرت |
|
نياق لهاتيك
العقائل ضلّع |
ومرت على مثوى
الحماة إذا بهم |
|
ضحايا فمرضوض
قرىً ومبضع |
فكم من جبين
بالرغام مرمل |
|
ومن نوره بدر
السما كان يسطع |
وكم من أكفٍّ
قطعت بشبا الضبا |
|
وكانت على
الوفاد بالتبر تهمع |
وكم من رؤوس
رامت القوم حفظها |
|
فراحت على السمر
العواسل ترفع |
فحنّت وألقت
نفسها فوق صدره |
|
وأحنت عليه
والنواظر همّع |
تناديه من قلب
خفوق ومهجة |
|
لعظم شجاها
أوشكت تتقطع |
أخي كيف أمشي في
السباء مضامة |
|
وأنت بأسياف
الأعادي موزع |
وكيف اصطباري ان
عدانا ترحلت |
|
وجسمك في قفر من
الأرض مودع |
وحولك صرعى من
ذويك أكارمٌ |
|
شباب تسامت
للمعالي ورضّع |