قضى فالمعالي
الغرّ تنعى ثواكلا |
|
عليه وغرّ
المكرمات نوادب |
قضى فاستشاط
الدين حزناً وأقذيت |
|
له مقل أجفانهنّ
سواكب |
قضى وهو مطوي
الضلوع على ظما |
|
له شعلٌ في
حرّها القلب لاهب |
فليت عباب الماء
غاض ولم تكن |
|
تدرّ بمنهل
القطار السحائب |
وإن أنسَ لا
أنسى عقائل أحمد |
|
وقد نهبت
أحشاءهن النوائب |
تقاد برغم المجد
أسرى حواسراً |
|
وتطوى بها أدم
الفلاة النجائب |
يجاذبها في مشرق
الشمس جانب |
|
ويقذفها من مغرب
الشمس جانب |
تحنّ حنين النيب
وهي ثواكل |
|
تنازع منهن
القلوب المصائب |
وما بينها
مقروحة القلب زينب |
|
تنادى وما غير
السياط مجاوب |
وتدعو فتشجي
الصم زينب حسرة |
|
بسافح دمع عنه
تروى السحائب |
أيا ثاوياً لم
ترو غلّة صدره |
|
وقد نهلت منه
القنا والقواضب |
أبعدك أجفاني
يمرّ بها الكرى |
|
ويهنأ لي عيش
وتصفو مشارب (١) |
وقال متوسلاً بالامام الحسين عليهالسلام :
اليك ابن طه لا
إلى غيرك انتحت |
|
ركائب قصدي
والرجاء يسوقها |
أتتك تؤم البيد
تستعجل السرى |
|
وما عاقها عن
قصدها ما يعوقها |
عليك لها حق الضيافة
والقرى |
|
وأي ضيوف لا
توفى حقوقها |
* * *
الشيخ عباس الأعسم بن عبد السادة النجفي الحيري ولد في النجف الأشرف عم ١٢٥٣ ه وهاجر منها إلى الحيرة حوالي سنة ١٢٩٠ ولما كانت سنة ١٢٩٨ بلغه وهو في الحيرة وفاة طفلين له في النجف اصيبا بالطاعون الذي عم العراق تلك السنة. عاد الى وطنه النجف سنة ١٣٠٧ وبقي فيها إلى أن توفي في شهر
__________________
١ ـ الدر المنظوم في الحسين المظلوم مخطوط الخطيب السيد حسن البغدادي.