وزوّجها رجلا من المسلمين ، أميمة بنت بشر الأنصارية. كانت عند ثابت بن الدحداحة ، ففرّت منه ، وهو يومئذ كافر ، إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فزوجها رسول الله صلىاللهعليهوسلم سهل بن حنيف ، أحد بني عمرو بن عوف. فولدت عبد الله بن سهل.
(وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ) أي اطلبوا أيها المؤمنون الذين ذهبت أزواجهم فلحقن بالمشركين ما أنفقتم على أزواجكم اللواتي لحقن بهم ، من الصداق ، من تزوجهن منهم (وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا) أي وليسألكم المشركون منهم ، الذي لحق بكم أزواجهم مؤمنات ، إذا تزوجن فيكم ، من تزوجها منكم ، ما أنفقوا عليهن من الصداق ، (ذلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) أي هذا الحكم الذي حكم به من أمر المؤمنين بمسألة المشركين ما أنفقوا ، وأمر المشركين بمثل ذلك ، حكم الله الحق الذي لا يعدل عنه.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ) (١١)
(وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ) أي وإن ارتدت منكم امرأة فلحقت الكفار ، فلم يردّوا مهرها (فَعاقَبْتُمْ) أي فغزوتموهم فوجدتم منهم غنيمة (فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ) أي من المسلمين (مِثْلَ ما أَنْفَقُوا) أي في مهورهن.
قال مجاهد : مهر مثلها يدفع إلى زوجها.
وقال قتادة : كن إذا فررن من أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى الكفار ، ليس بينهم وبين نبيّ الله عهد ، فأصاب أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم غنيمة ، أعطي زوجها ما ساق إليها من جميع الغنيمة ، ثم يقتسمون غنيمتهم.
(وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ) أي فإن الإيمان به يقتضي أداء أوامره ، واجتناب نواهيه.
القول في تأويل قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٢)