(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) أي الذين ظلموا أنفسهم ، فكفروا بآيات ربهم.
القول في تأويل قوله تعالى :
(قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٦)
(قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) كان اليهود يقولون : نحن أبناء الله وأحبّاؤه ، فقيل لهم : إن كنتم صادقين في زعمكم ، وعلى ثقة من أمركم ، فتمنوا على الله أن يميتكم ، وينقلكم سريعا إلى الآخرة ، فإن الحبيب يتمنى لقاء من يحب ، ولا يفرّ منه ، ويود أن يستريح من كرب الدنيا وغمومها ، ويصير إلى روح الجنان ونعيمها.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٨)
(وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) أي من المعاصي والسيئات والكفر (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) أي فيجازيهم على أعمالهم ، وتقدم في البقرة نظير الآية (قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ...)
[البقرة : ٩٤]. (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ) أي تخافون أن تتمنوه بلسانكم ، مخافة أن يصيبكم ، فتؤخذوا بأعمالكم (فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي من الأعمال ، حسنها وسيئها ، فيجازيكم عليها.
القول في تأويل قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩) فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (١٠)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) أي عند جلوس الإمام على المنبر ، لأنه لم كن في عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم نداء سواه. كان إذا جلس على المنبر ،