التجريد ، كقولك : اتخذت لي سبعة أصدقاء ، ولي من فلان صديق مثلهم. أي مثلهم في الصداقة. أو التقدير : وبعض الأرض مثلهن في مادتها وعناصرها. وعليه ، فليس في القرآن الشريف أدنى دليل على أن الأرضين سبع كما يزعمون. انتهى.
الثانية ـ ذكر ابن الأثير في (المثل السائر) في النوع السادس ، في اختلاف صيغ الألفاظ واتفاقها وتفاوتها في الحسن فيه ، ما مثاله :
وفي صدد ذلك ما ورد استعماله من الألفاظ مفردا ، ولم يرد مجموعا ، كلفظة الأرض ، فإنها لم ترد في القرآن إلا مفردة. فإذا ذكرت السماء مجموعة. جيء بها مفردة معها في كل موضع من القرآن. ولما أريد أن يؤتى بها مجموعة قيل : (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) في قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ). انتهى.
الثالثة ـ قرئ (مِثْلَهُنَ) بالنصب ، عطفا على (سبع) وبالرفع على الابتداء ، وخبره (مِنَ الْأَرْضِ).
(يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ) أي يجري أمر الله وحكمه بينهن ، وملكه ينفذ فيهن. وقوله : (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) علة ل (خلق) أو ل (يتنزل) أو لمضمر يعمهما ، كفعل ما فعل لتعلموا ... إلخ ، فإن كلّا منها يدل على كمال قدرته وعلمه.
قال ابن جرير : أي فخافوا أيها الناس المخالفون أمر ربكم ، عقوبته ، فإنه لا يمنعه من عقوبتكم مانع. وهو على ذلك قادر ومحيط أيضا بأعمالكم ، فلا يخفى عليه منها خاف ، وهو محصيها عليكم ليجازيكم بها ، يوم تجزى كل نفس ما كسبت.