والوجه أن يقال قصد الوقف على (مَنْ) و (بَلْ) فأظهرهما. ثم ابتدأ بما بعدهما. وهذا غير مرضي من القراءة. انتهى.
نقله الرازي.
(وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ) أي وأيقن الذي قد نزل ذلك به ، أنه فراق الدنيا والأهل والمال. (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) أي التوت ساقه بساقه ، فلا يقدر على تحريكها. وقيل : هما ساقاه ، إذا التفتا في الكفن. وقيل : الساق عبارة عن الشدة ، كما مر في سورة (القلم). والتعريف للعهد أيضا.
قال الشهاب : فإن قلت : ما مرّ هو الكشف عن الساق ، ووجه ظاهر ، لأن المصاب يكشف عن ساقه ، فكيف ينزل هذا عليه؟
قلت : الأمر كما ذكرت ، لكنه شاع فيه ، ففهم ذلك من الساق وحده ، حتى صار عبارة عن كل أمر فظيع ـ كما أشار إليه الراغب ـ انتهى.
(إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ) أي سوقه إلى حكمه تعالى.
القول في تأويل قوله تعالى :
(فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (٣١) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٣٢) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (٣٣) أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٤) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٥) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (٣٦) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (٣٧) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣٩) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) (٤٠)
(فَلا صَدَّقَ) أي بالدين والكتاب. أو صدق ماله ، أي ما زكاه (وَلا صَلَّى) أي الصلاة التي هي رأس العبادات ، التي سها عنها. (وَلكِنْ كَذَّبَ) أي بدل التصديق (وَتَوَلَّى) أي بدل الصلاة التي بها كمال التوجه إلى الله تعالى : (ثُمَ) أي مع هذه التقصيرات في جنب الله تعالى : (ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى) أي يتبختر في مشيته. وأصله (يتمطط) أي يتمدد ، لأن المتبختر يمد خطاه.
تنبيهات :
الأول ـ الضمير في الآيات للإنسان المتقدم في قوله تعالى : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ).
الثاني ـ قال الرازي : إنه تعالى شرح كيفية عمله فيما يتعلق بأصول الدين وفروعه ، وفيما يتعلق بدنياه. أما ما يتعلق بأصول الدين فهو أنه ما صدق بالدين ،