الأمة وسابقهم في جميع هذه الأوصاف وسائر الأوصاف الحميدة. فإنه كان صدّيقا تقيّا كريما جوادا بذّالا لأمواله في طاعة مولاه ونصرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم. فكم من دراهم ودنانير بذلها ابتغاء وجه ربه الكريم. ولم يكن لأحد من الناس عنده منة يحتاج إلى أن يكافئه بها. ولكن كان فضله وإحسانه على السادات والرؤساء من سائر القبائل. ولهذا قال له عروة بن مسعود ، وهو سيد ثقيف ، يوم صلح الحديبية : أما والله! لو لا يد لك عندي لم أجزك بها ، لأجبتك. وكان الصديق قد أغلظ له في المقالة. فإذا كان هذا حاله مع سادات العرب ورؤساء القبائل. فكيف بمن عداهم؟ وفي الصحيحين أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة : يا عبد الله هذا خير. فقال أبو بكر : يا رسول الله! ما على من يدعى منها ضرورة ، فهل يدعى منها كلها أحد؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم. انتهى.