معروفة في الأصول. وإنما توسعت في نقولها لأني رأيت من متعصبة أهل الرأي من أكبر رد خبر رواه مثل البخاري ، وضلل منكره. فعلمت أن هذا من الجهل بفن الأصول ، لا بل بأصول مذهبه. كما رأيت عن الفناري. ثم قلت : العهد بأهل الرأي أن لا يقيموا للبخاري وزنا. وقد ردوا المئين من مروياته بالتأويل والنسخ. فمتى صادقوه حتى يضللوا من ردّ خبرا فيه؟ وقد برهن على مدعاه. وقام يدافع عن رسول الله ومصطفاه.
وبعد ، فالبحث في هذا الحديث شهير قديما وحديثا. وقد أوسع المقال فيه شراح (الصحيح) وابن قتيبة في شرح (تأويل مختلف الحديث) والرازي. والحق لا يخفى على طالبه ، والله أعلم.
(وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) قال الزمخشري : أي إذا أظهر حسده وعمل بمقتضاه من بغي الغوائل للمحسود. لأنه إذا لم يظهر أثر ما أضمره ، فلا ضرر يعود منه على من حسده بل هو الضارّ لنفسه ، لاغتمامه بسرور غيره.