٤ ـ وبعد أن تذكر السورة الكريمة ما أعده الله ـ تعالى ـ للمؤمنين من ثواب لا تعلمه نفس من الأنفس ، وما أعده للكافرين من عقاب .. بعد كل ذلك تبين أن عدالته ـ تعالى ـ قد اقتضت عدم المساواة بين الأخيار والأشرار وإنما يجازى كل إنسان على حسب عمله.
قال ـ تعالى ـ : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً ، لا يَسْتَوُونَ).
٥ ـ ثم تشير السورة الكريمة بعد ذلك إلى ما أعطاه الله ـ تعالى ـ لنبيه موسى ـ عليهالسلام ـ من نعم ، وما منحه للصالحين من قومه من منن ، لكي يتأسى بهم المؤمنون (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ ، وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ. وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا ، وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ).
٦ ـ ثم حضت السورة الكريمة المشركين على التدبر والتفكر في آيات الله ـ تعالى ـ ، ونهتهم عن الجحود والعناد ، وحكت جانبا من سفاهاتهم ، وأمرت النبي صلىاللهعليهوسلم بأن يرد عليهم ، وأن يمضى في طريقه دون أن يعير سفاهاتهم اهتماما.
قال ـ تعالى ـ : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ. فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ).
٧ ـ وبعد فهذا عرض إجمالى لسورة «السجدة» ومنه نرى أنها زاخرة بالأدلة على وحدانية الله ـ تعالى ـ وقدرته ، وعلى أن القرآن حق ، والبعث حق ، والحساب حق ، والجزاء حق ..
وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|
كتبه الراجي عفو ربه د. محمد سيد طنطاوى |