إن هذا الاعتقاد يخلق لدى الإنسان شعورا مختلفا (لا يخلقه الاعتقاد بالتوحيد ، أو بالنبوة ، أو بغير ذلك) وهو اعتقاد له آثار عملية ، لأنه يجعل الإنسان يشعر بأنه مطالب ومحاسب ومسؤول عن كل ما يصدر منه ، وليس حرا في أن يفعل كل ما يحلو له ، بل عليه أن يعيد النظر في كل كبيرة وصغيرة في حياته ، حتى في أموره الاعتقادية في أدق تفاصيلها ، وفي سلوكياته ، في صغيرها وكبيرها على حد سواء ، وفي مشاعره ، وعلاقاته ، وارتباطاته العاطفية ، وفي كل شأن ، وفي كل شيء يمكن أن يطالب به في يوم الحساب.
ومن خلال الاعتقاد بيوم الدين ينفتح هذا الإنسان على الله ، وعلى صفاته. خصوصا : عليم ، جبار ، منتقم ، عزيز .. لمن يكون طاغيا مستكبرا ، متمردا وقاسيا. فيتراجع : ليدخل من باب الرحمان الرحيم إلى : التواب الغفور ، الودود وينتهي إلى الحمد على تربيته ورعايته له ، وينال الشعور بالأمن مع الله ، ومع صفة المؤمن ، والبر ، والسّلام.
وإن لم يتراجع هذا الإنسان. فلسوف يعيش حالة الإحباط ، واليأس ، والخسران أمام صفات المنتقم ، الجبار ، العزيز الخ ..
فالاعتقاد بيوم الدين هو الأساس ، في شعور الإنسان بالمسؤولية عن التغيير في كل حياته ، وليدخل في دائرة التعبد والانقياد الحقيقي لله ، والانصياع لكل أمر ونهي ونفي أي عبودية